الزي المحلي لجميع مناطق المملكة هو لوحة فنية يختصر كافة التفاصيل الثقافية والاجتماعية بجمال الوانه وتنوعها بالاضافة الى فخامته وحشمته التي تعكس شخصية المجتمع التي تقدر الجمال وتحترم الخصوصية للهوية المحلية التي تمتد بعمق التاريخ .
من ابرز ما يميز الزي النسائي في منطقة عسير الوان الزخارف المتناسقة عليه والتي كان مصدرها جمال الطبيعة فيها من خلال الوان الزهور والنباتات والوان الجبال وشموخها وانسدال الينابيع وجريانها ان الزي النسائي في جبال عسير وسهولها يختصر الحياة التي تعشقها روح المرأة دائما من تجاذب الطبيعة لمعاني الالوان فقد كان اللون الاحمر يرمز لعمق المشاعر البشرية في ابهى معانيها وكان اللون الاصفر يمثل شعاع الشمس الذهبي احيانا والابيض احياناً اخرى والاصفر غالباً فشعاع الشمس يعني تنفس الصباح حين شروقها والاصفر يعني امتداد النهار حتى قبل الاصيل واما لون الشمس الذهبي فهي تلك اللحظات الساحرة قبل غروب تلك الشمس مؤذنةً بليلةٍ قمراء فاتنة ليكسوى الليل بلونه الاسود كل المعالم فيوحي بالغموض فينةً والهيبة والستر غالياً والهدوء الى درجة السكون في انساجام متناغم ليدعو الى التامل والخيال . واما اللون الاخضر والذي يستقي الوانه بجميع درجاته للحياة والنباتات التي هي اول السلاسل الغذائية على سطح الارض فعندما تجد الواحة الخضراء فتاكد انها تحتوي على الحياة بجميع تفاعلاتها وصخبها واما اللون الازرق ودرجاته فهي تلك السماء الواسعة الامتداد الغير متناهية الاطراف وسقف العالم ومصدر المطر بغيومها البيضاء التي تلمع بالبروق وتزمجر بهزيم الرعد وكأنها تحذر وتنذر ان مع جمالها الازرق قد تتحول الى عواصف عاتية .
وهنا يبرز جمال الزي النسائي بمنطقة عسير الذي يعكس من خلال الوانة طبيعة الانثى وتشابهها مع الحياة والوانها وفلسفتها.
وقد كان للرجل نصيب ايضا من هذا التنوع في الوان الزي او الزينة التي يرتديها الرجل هناك في جبال عسير وسهولها تنبض بالحياة والقوة والحمية والثقة متطوقاً ومعتصباً بطوق الورود حتى اطلق المستشرقون عليهم اسم “رجال الورد” لتنوع وكثافة الوان الزهور والورود التي تعطير رؤسهم بتداخلات مجدولة في عقد فواح طبيعي .

